علي ذو الاثنين والثلاثين عاما لديه شهادة بكالوريس تاريخ يعمل حارسا أمنيا ( سكيورتي ) في أحد البنوك براتب بسيط
لا يتجاوز الألفين ريالا لكنه يملك مخا نظيفا من ملوثات التفكير وقلبا نظيفا من ملوثات الحقد والحسد قابلني قبل أيام وأعطاني دفترا فيه كتاباته التي سطّرها أثناء دوامه المستمر ليليا من بداية الغروب إلى ظهور الشمس وقد أعجبت ببعضها وأريد أن تقرأوا هذه الورقة التي من كتاباته سماها

(( إليك يا أغلى الكنوز وأجمل جنات الدنيا فأنت تعلم مدى عشقي لك لقد رضعته منذ طفولتي ولم أفطم منه ولن يحصل ذلك مادمت حيا . هاهي السنين والأعوام تمر مر السحاب ولم أنسى يوم عودتي لأسرتي بعد أول يوم دراسي وقد حفظت أول بيت من النشيد الوطني وطلبت من أبي أن يكمل تحفيظ النشيد لي وكم كنت مزهوا وفخورا وأنا أنشده في اليوم التالي أمام المعلمين وزملائي الطلاب وقد أهدى لي المعلم علما صغيرا في ذلك اليوم لازلت أحتفظ به .
وطني الحبيب : لا يهمك من يتهاون عن خدمتك ويتكاسل عن أداء المهمة التي كلف بها من قبل ولاة الأمر فلا ينفذون الخطط التنموية التي رسمت لك فهؤلاء وصلوا لهذه الوظائف بالواسطة والمحسوبية وربما كان آبائهم ممن خدموا بأ خلاص داخل القصور فهان الوصول بأبنائهم إلى عظائم الأمور وكل شي يصل إليه إنسان بسهولة يفقده بأسهل منها وسيأتي اليوم الذي يغادر فيه هؤلاء المتخاذلون أماكنهم التي لا تليق بأمثالهم فهم أقل من أن ينالوا هذا الشرف وإن أعظم أمر دنيوي هو العمل في خدمتك بإخلاص ووفاء مهما كان المردود فأنت أغلى المكاسب .
وطني الحبيب : كم عجبت لأولئك الذين يسرقون ثرواتك وينهبون بعض ممتلكاتك ويسيرون أموالك نحو جيوبهم بطرق مباشرة وغير مباشرة فأصبحت بعض الجهات الحكومية التي يديرونها تشبه شركاتهم الخاصة مستغلين الغياب الملموس للقوانين التي تحكم العلاقة بين المواطن والمسؤول وحقوق الوطن على المواطن وحقوق المواطن على الوطن . فأصبر و لا تحزن على ما أصابك وتذكر دائما أن الله معنا دائما وستبقى شامخ الرأس بأبنائك المخلصين أما السارقون والناهبون فسيجازيهم الله دنيا بالبلاء والمرض والعاهات والخزي هم وأسرهم وسوء العاقبة في ا لآخرة فكل إنسان سيرحل من هذه الدنيا لا يحمل منها إلا أعماله وكفنا من غير جيوب .
وطني الحبيب : أرجو أن تتنبه لمكائد التجار ومحاولاتهم للإيقاع بيننا من خلال محاولتهم للقضاء على كل تحسين لأوضاعنا المعيشية قدمتها الدولة لنا فرفعهم دائم للأسعار مستغلين صلتهم ببعض المسؤولين أو وجودهم في بعض المناصب الحكومية .
وكذلك محاولتهم للإيقاع بيننا بتنفيذ سياسة إحلال مواطنين بدلا عنا وجعلنا مواطنين درجة ثانية وذلك من خلال استقدامهم لعدد غير محدود لعمالة أجنبية وتسليمهم كافة فرص العمل والاستثمار داخلك مقابل الحصول على مبلغ مقطوع من تلك العمالة وتطبيق النظام الإقطاعي مستغلين نظامي الكفيل والاحتكار .
وطني الحبيب : أعاهدك بالله أن أبقى مخلصا لك ما بقيت حريصا على وحدتك وتماسكك حتى لو حصلت على الفتات أو فقدت حياتي مقابل ذلك وقد تستغرب مني هذا العهد فأنت أدرى بمشاعري وصدقها لكنني وددت أن أخبرك عن سبب تجديد الولاء والقسم وهو كثرة الفتن والشائعات فقد وسوس الخبثاء لي ولأمثالي من المحبين لك عندما قالوا لنا أنظروا حولكم تجدون الشعوب المتحضرة ماذا فعل مواطنوها للتعبير عن الظلم وسلب الحقوق . بل إن هؤلاء الموسوسين قالوا لنا : في وطنكم تحصلون على الفتات وغيركم يحصل على كل شي حتى ممن كانوا في تنظيم الفئة الضالة حصلوا على كل شي عندما تمردوا على الوطن وشوهوا سمعته وبعد عودتهم حصلوا على المكافأة الضخمة من دار ومال ووظيفة .
أتدري ماذا كان ردي عليهم؟؟ لقد قلت لهم إن الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها وإني على العهد الباقي ولن أكون ممن يبحث عن مكسب شخصي على حسابك أيها الوطن الحبيب ولن يأتيَ يوم أقول فيه : ليتني كنت إرهابياً أو عاملاًأجنبياً أما إذا حصل لك شيء ضدي ولم اقدر دفعه عنك فسأقول : ليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسيا .
محبك المخلص : على الحارس الأمني
.................... انتهت رسالة علي ولا تعليق مني
email:msawa3000@hotmail.com
1
لله درك يا علي كم انت مبدع في تلخيص حبك للوطن و كم هو جميل ما خطت لنا يداك و كم انت وفي لبلادك و لوطنك دمت و دام حبك لوطننا الحبيب
لك كل الشكر و التقدير
في البدأية اهنئك أخي الكريم
وشكرأ علي هذا الجهود الذي ابذلته في هذا المقال الرائع و يا ربي الله ايكثر من امثالك ....
ولكن انا أود اسئل الأخ احمدماهوالسبب ألذي جعلك تكتب هذة الكلمتين(ليتك لم تكتب)؟
تحياتي لكم اخواني الكرام
اختكم الاحوازية
كثر الله خير الأوفياء لوطنهم أمثال الأخ الوفي ... علي ...وأكرمهم بكل خير ... وحفظ الله بلادنا من كيد الكائدين وعبث العابثين ومن شر كل ذي شر ...
شكراً لك أخي العزيــــز ... مساوى القيسي ...،،،
إلى مزيـــــــدٍ من الإبداااع والتألق ...
أتمنى للجميـــــــــع سعاااادة الدااارين .
1
لفت انتباهي أن تتنبه لمكائد التجار ومحاولاتهم للإيقاع بيننا من خلال محاولتهم للقضاء على كل تحسين لأوضاعنا المعيشية قدمتها الدولة لنا فرفعهم دائم للأسعار مستغلين صلتهم ببعض المسؤولين أو وجودهم في بعض المناصب الحكومية .
هذة كناية جميلة والمقصود بها راعي الامة الذي عند التحسين لا يعلم ما يصير بالاسعار فلو زاد 1% تلقى تجار الطمع والواسطة يرفعون السعر 3% وكانك يابوزيد ماغزيت
للاخ علي
والشكرالجزيل لمن اتحفنابهذا الكلام استاذي ابومحمد
تقبلوا طلتي .....