*
تطالع سيما الناس تجدهم يأملون تغيير واقعهم، أطراف تؤمن بالتغيير الكلي و أخرى تؤمن أن تغير ولو جزئية بسيطة لا يهمها التغيير كاملا ولكن يهمها بداية التغيير لأنه يدل على أن واقعا ما سوف يتغير.
هنا قاعدة عروقها داخل المؤسسة ومن ضمنها المؤسسة الإصلاحية ((مصلحة المؤسسة أهم من مصلحة الفرد)) كفرد حين تقف أمام مؤسسة حتى في القضاء لن يتم معاقبتها بأنها قد أخطأت بسهولة حتى لو وجدت واسطة ما وسردت كل الحقائق والأدلة وسيتم تبرأة هذه المؤسسة تماما حفاظا على سمعتها وهيبتها حتى لو كان الخطأ ظاهر كالشمس.
كما ينطبق الحال على فرد المؤسسة بأن شكواك تعتبر تمس المؤسسة ذاتها !
ونلاحظ هذا جليا في جميع القرارات دون استثناء بأن المؤسسة نزيهة جداً ومقدسة يجب عدم المساس بها ، فعندما تتحدث عن فساد في فرد يعمل في البلدية ستخرج يوم غد الوزارة ترفض هذا لأن حديثك هذا يشكل خرقا واتهاما للمؤسسة قبل الفرد.
لأن كلامك عن الفرد يفتح سلسلة التتابع في الخطأ فيأتي دور المؤسسة ثم القطاع المدير ويتجه ليتصادم مع سعادة الهرم الأكبر قد يكون معالي و أكثر !
هناك فساد من الهرم الأكبر مستمرا نزولا للمواطن نفسه لن تتم معالجته بعصا موسى وفي يوم وليلة حتى أحيانا سلسلة الإجراءات لن تكون كافية للحد من هذا الفساد وهو واقع مسلم به ويجب التعايش معه.
صدقوني أنا لا أتكلم عن الجحيم ولا عن كوكب آخر ولكني أتكلم عن بلدي ، ولن تتوقع واقعا مثاليا خلال مائة سنة فكيف بيوم وليلة فهناك ثمة إصلاح و أمانة في أشخاص من فوق الهرم ووسطه و أسفله ولكن هم في وضع لا يسمح لهم التصادم بالفساد مما جعلهم في حركة السلحفاة المصلحة أما انطلاقة الأرنب المفسدة !
فالشيطان يحكم أحيانا ويأمر أحيانا ويظهر وزيرا وشرطيا ومعلما كذلك هناك من يتحدث عن ظهوره عاطلا !
فالفساد تدخل في الأمور السماوية فضلا أن يكون له الأرض ساحة لعب والكرة لديه.
وقد تتفاجأ عندما يظهر الفاسد أميراً عليك ، ومن هنا ثقافة التصادم مع الفساد غير مجدية أبدا ولكن هناك يجب أن يكون لديك عامل امتصاص لهذا الفساد وتروي في التعامل معه وأفراده قبل تحوله لقبة كبيرة تكون ضحيتها.
هناك مثل (لكي تقتل الثعبان اقطع رأسه) وهي راسخة لدى الكثير ، فعند وجود فساد ما يبادر الناس لاتهام المؤسسة قبل الفرد وهي ثقافة إثبات حق متطورة من المثل السابق حيث ما كان بعضه سم فكله قاتل ، رغم أن هناك من يتطور ما لو قطعت رأسه لن يموت كدودة الأرض !
التغيير لن يبدأ من الألف بل سيبدأ من الصفر فقد كان عنترة يقول : أذهب نحو الضعيف فأضربه الضربة التي يخر لها قلب القوي ! وهكذا استطاع أن يفك لغز معاركه الذهبية.
فعندما نوجه خطابنا للفساد لا نعني المساس بالفرد ولا يقع في الطعن بالمؤسسة، ولكن هناك من يرى إغلاق الأبواب في وجوه الغلابا لأن الحق ليس لهم وإنما لصاحب الجاه.
ثمة أمر كهذا يجب عليك انتظار التغيير ولو طال فلا يزال كل منا لديه إيمان ( العجلة من الشيطان ) وهذا ما يجب فعله في هذه الأمور.
عقيدة يجب أن نسلم بها : من كان يريد الحق فإن الحق قد مات ومن كان يريد الله فالله حي لا يموت !
فهد بن محمد
Xe-@live.com
في أعرافنا أن الموظف لا يخطئ وأن المؤسسة لا تخطيء لأننا نعيش بثقافة لا تفتحوا مجالا للنقد
والسبب الرئيسي في هذا أننا لا نثق بأنفسنا ولا يوجد لدينا نظام يتعامل بشفافية وقبل هذا وبعده ليس لدينا النية في تغيير الخطأ
وسنبقى نعيش في دائرة مغلقة طالما أننا نقدس الأشخاص والمؤسسات
وإلا فلماذا لا يكون لدينا نظام صارم يعاقب كل مخطئ مهما كان
شكرا شكرا شكرا
وكاتب متمكن ..
الى الامام صديقي فهد ..
ـ أطلقته لأنه الوحيدفي هذا العالم الذي يتستطيع التخاطب مع....؟!!
موفق فهد ـ موفق بمشيئة الله تعالى
عمك : بدران
كما وعدتك في السابق لو تذكر بأني سأنظر لمقالاتك بعين .. ناقد صديق ...
من أجمل ما قرأت حقيقةً على كل الأصعدة وفي كل الإتجاهات ...
لك خالص تحياتي إلى أن تمل ..