إنتشر في القرية خبر محاضرة الشيخ العلامة " حسني " وذلك بعد صلاة مغرب يوم الخميس في جامع المدينة التي تبعد عن قرية صامت إبن طفشان إبن الفقير مايقارب الأربعين كيلو متر علما أن الجامع يتسع لمئة مصلي بعد أن أنشئ بميزانية قدرها خمسة ملايين ريال وكان صامت إبن طفشان إبن الفقير قد سمع عن الخبر ولم يكن بحاجة إلى ترتيب مسبق ليحضر هذه المحاضرة فهو يؤدي صلاة المغرب هناك كل يوم خميس حتى يخرج بعد الصلاة ليشتري له ولأسرته ما تيسر من الدقيق ويحضر الشعير لغنمه لأن تكلفته هناك تقل بكثير عن تكلفته في القرية التي يسكنها هو وأسرته.
تفاءل صامت بهذه المحاضرة لعل فضيلة الشيخ يوضح أمورا كثيرة تغيب عن ذهنه لأن التعليم لم يصل إلى قريته ولم ينال النصيب منه سوى وسيلة نقلة الوحيدة ( الحمار ) حين زينت المناهج الدراسية بوجهه الوسيم فهو ليس بحاجة لتأجير ينتهي بالتمليك ولا لقطار يتنقل عليه إلا الحمار البار.
أتى صامت يوم الخميس في الوقت المحدد كأي مواطن يأتي على موعد أي دائرة حكومية ويتأجل الموعد لموعد آخر يوعد به المواطن لخدمته ولكن الشيخ حضر آخر ركعة من صلاة المغرب بسيارة ألمانية فخمة يقودها سائق سيريلانكي رشيق ويكاد العطر الفرنسي الذي يفوح من فضيلته يخرق أنفاس المصلين وبعد أن فرغ من صلاته قام ليؤدي ركعتين والجميع ينتظر بداية المحاضرة فصامت يريد أن يعرف كيفية الصلاة على أتم وجه وآخر يريد معرفة وقت الإمساك في رمضان هل يمسك الناس مع الأذان أم عند الإقامة؟
وكان شيخ القرية من الحضور في المسجد ليفتيه فضيلة الشيخ عن جواز زواجه من إبنة جاره ( فرصة ) إبنة العشر سنوات.
وقف الشيخ وأمسك بالمايكروفون الياباني وبعد أن حمد الله وصلى وسلم على رسوله بدأ يحذرهم من التعامل مع الكفار وأنه يجب علينا مقاطعة منتجاتهم وخصوصا الجبنة وما شابها كالحلويات وأن من الواجب إخراجهم من جزيرة العرب وأن العلمانية خطيرة كخطورة الإلحاد و من حلق لحيته فقد كفر ومن كل بحر قطرة و نسي أن يعلمهم أصول دينهم وفريضة الصلاة ولم يقارب بين واقع حياتهم ومسائل دينهم واستمر في تحذيره و تهديده حتى بدأت ساعته السويسرية تشير إلى إقتراب وقت صلاة العشاء فختم بالدعاء على الكفار و الكثير من الحضور كان يود أن يسأل فضيلته عن أمور دينهم في الحياة وأي حياة؟
حياة لا تكاد تتعدى مجتمع القرية البسيط وبيت صامت الأبسط فهناك الجميع لا يعرف مالعلمانية ؟ولم يسبق وأن أكل أحدهم ( الهمبرغر) ، لكن كانت فرصة لم تخطر على بال صامت فانتهزها لسؤال الشيخ ليجد له حلا لأخيه ( عاطل ) الذي يلعب كرة القدم التي بدأ بلعبها الكفار فأشار عليه الشيخ " حسني " أن يحجر على أخيه عاجلا قبل أن ينجرف خلف تيارات روني و ميسي وغيرهم من الكفار.
رشفة : صدقوني أن هناك الكثير من الناس على وضع ((صامت)) وهم في إنتظار معرفة أصول الدين قبل فروعه و هم بحاجة ماسة لتعلم كيفية أداء فرائضهم على أتم وجهوبحاجة لنقاش أمور دينهم التي تتقارب مع حياتهم البسيطة .
بقلم : محمد مساوى القيسي
لماذا كان الشيخ (( حسني))
هدفي في الحياة رضى الله اولا ( اللهم ارزقني حبك وحب من ينفعني حبه عندك اللهم ما رزقتني مما أحب فاجعله قوة لي فيما تحب اللهم مازويت عني مما أحب فاجعله فراغاً لي فيما تحب )