الأحد, 18 أكتوبر 2009
كان مساء أمس مختلفًا جدًّا في جازان.. بهيًّا، عذبًا، بهيجًا، وثّابًًا بقوة نحو المستقبل.. كان مساء فتاة جازان التي عانت في الماضي أضعاف ما عاناه فتاها في ترحاله بحثًا عن جامعة تحتوي أحلامه.. كان مساء أمس فرحًا استثنائيًّا في جامعة جازان -درّة الجامعات- وهي تحتفل بتخريج أكثر من 3500 طالبة، يمثلن الدفعة الرابعة من خريجاتها، استثنائيًّا لأن شخصية استثنائية كانت ترعى ذلك الفرح، الذي سيبقى منقوشًا في الذاكرة..
قبل أيام قليلة -يا سمو الأميرة- كنتُ أقف في صباح مبكر بجوار البحر، وأتذكر صباحات وأماسيَ ماضية، وقفتُ فيها مع جيلي في نفس المكان. لم يكن أمامنا غير البحر الذي نناجيه ونبوح له بأحلامنا المتعثرة، وأحزاننا الدفينة، ولم يكن خلفنا غير كثبان الرمال، وموسيقى الريح الحزينة.. في المرة الأخيرة كان البحر أمامي أكثر جمالاً، كان موجه دفقات أمل، وكان اختلاط زرقته بزرقة السماء تعبيرًا عن طموح يصل السماء.. وحين نظرتُ إلى الخلف حيث كانت الكثبان يلفها الصمت والوحدة، رأيتُ صرحًا عملاقًا يملأ الأرض، ويعلو في السماء، إنه الجامعة التي تشرفت بوجودكِ فيها، الجامعة التي ظلّت حلمًا مؤجلاً، حتى أعلن ولادته حبيبنا ووالدنا جميعًا، ملك العدل والإنسانية.. هل ثمة رابط بين إيمانه بالعدل وعشقه له، وبين اختياره (عادلة) اسمًا لواحدة من فلذات كبده؟؟ حتمًا هناك رابط وثيق، ألم يقل يومًا: سوف أضرب بسيف العدل هامة الجور والظلم؟
لقد كان من عدله أن وقف بشجاعة الفرسان، وشموخ الكبار، وصراحة الأنقياء، ليعتذر لجازان عمّا فاتها، ويتبنّى بنفسه أسباب لحاقها بالركب في كل مجال، وما هذه الجامعة التي تتحدّى نفسها سوى زهرة متميّزة في بستان الأمل الواعد الذي زرع بذوره من ضميره الناصح، وسقاه بقطرات قلبه النقي، وأحاطه بسياج حبه واهتمامه، ومتابعته، وحرصه..
وها أنتِ يا سمو الأميرة الكريمة ترسّخين شعورنا بالزهو، وأنتِ تحلين بين أهلك، راعية لفعاليات عديدة في الجامعة، وكيف لنا لا نزهو ومَن أهدانا الجامعة ملك عادل، ومَن ترعى مهرجان قطافها أميرة عادلة، تشربت خصاله الإنسانية العظيمة..
إنه الفرح الحقيقي لنا جميعًا يا سمو الأميرة.. فرح الإنسان والأرض..
فرح الجيل الجديد الذي تفتحت عيونه على الحاضر المشرق، وفرح أجيال قبله كانت تتمنّى أن ترى هذا الحاضر، وها هي تراه..
إنه فرح يتجلّى في الطبيعة الخرافة التي تتزاحم بشتّى أصناف الجمال هذه الأيام في جازان.. فرح تفيض به القلوب الجذلى بوجودكِ يا ابنة الملك الذي له في كل قلب عرش من الحب.
زيارة غالية استثنائية بلاشك .
أتوجه بالسؤال لإدارة الصحيفة ـ هل الدكتور / حمود ابو طالب من كتاب الصحيفة ؟
لو تصفحت قائمة الكُتاب في الصحيفة ستجدين اسم د. حمود أبو طالب من ضمنها ، وهذا مايدل دلالة قطعية على إنتماءه الذي شرفنا وأسعدنا به .. ومن يعرف شخص الدكتور / حمود أبو طالب [ في غنى عن التعريف ] يأخذ العلم منه ـ بل أن طموحاتنا وآمالنا أكبر من وجود شخص الدكتور / حمود ككاتب ، قريباً إن شاء الله سنفصح عن دور الدكتور / حمود أبو طالب الخفي وأهميته لنا وللصحيفة ـ نعم .. الدكتور / حمود أبو طالب هُنا بطلبنا وبرغبة شخصية منه .. والبقية في الطريق
وأقول : هذا الكاتب كأني به خُلق ليفكر نيابة عن الناس ، وليكتب بالنيابة عنهم مايُريدون ـ رفع الله قدرك وقدر هذه الصحيفة التي أتاحت لنا الإلتقاء بفكرك وحرّفك مجاناً
صدقت يادكتور في وصفك
أسمى ودي
الكتاب الحقيقيين وحدهم هم من تجدهم وقت الله الله