في يوم الجمعة السابع من رمضان من عام ثلاثمائةٍ وواحدٍ وستين من الهجرة تم افتتاح الجامع الأزهر ، الذي أسسه جوهر الصقلي بأمر من الخليفة الفاطمي المعز لدين الله ؛ ليكون مركزًا تعليميا لنشر المذهب الشيعي .
وقد سُمِّيَ بجامع الأزهر ؛ نسبة إلى فاطمة الزهراء رضي الله عنها التي ينتسب إليها الفاطميون .
ظلَّ جامع الأزهر تابعًا للفاطميين أكثر من مئتي عام ، وقد سقطت دولتهم على يد الملك الناصر القائد البطل صلاح الدين الأيوبي عام خمسمائة وسبعة وستين من الهجرة .
وبعد أن تولى صلاح الدين حكم مصر حوله إلى جامعًا سنيًّا ، وفتحه لكل الدارسين من شتي أقطار العالم الإسلامي ، وكان ينفق عليهم ويقدم لهم السكن بدون مقابل ، وكانت الدراسة فيه بالمجان .
وقد قام صلاح الدين الأيوبي بمنع صلاة الجمعة فيه ، ولم تقم فيه صلاة جمعة حتى توفي ؛ وذلك لاجتثاث المذهب الشيعي ووقف أفكارهم الهدامة المخالفة لأصول الدين الإسلامي .
وقد تم فتح الجامع الأزهر في عهد السلطان المملوكي الظاهر بيبرس عام ستمائة واثنين وسبعين من الهجرة ، وتحول إلى جامع خاص يصلي فيه أهل السنة ، وبعد ذلك تم تطويره ليكون جامعًا وجامعة ، فعين الأساتذة والمشايخ والفقهاء لتعليم طلاب العلم القرآن والأحاديث النبوية .
وقد اهتم الخلفاء من بعده بتجديده وتوسعته وترميمه والعناية به ، وأصبح للأزهر مكانة علمية مرموقة عالية المستوى .
وفي عهد الملك فؤاد الأول اهتم بالأزهر اهتمامًا كبيرًا ؛ حيث أسس به كليات أصول الدين والشريعة واللغة العربية ، وأصبح الأزهر جامعة مستقلة في عام ألفٍ وثلاثمائةٍ وواحدٍ وثمانين من الهجرة .
ويعد الأزهر من أهم مساجد مصر على الإطلاق ، ومن أهم المعالم الأثرية في العالم الإسلامي ، ويعد الأول في العالم لتدريس المذهب السني والشريعة الإسلامية ، ومن أهم وأبرز الصروح التاريخية لنشر تعاليم الإسلام .
ومازال جامع الأزهر الشريف منارة علمية فائقة المستوى ، ورمزًا من رموز الحضارة الإسلامية تفتخر به الأجيال جيل من بعد جيل .
المراجع :
- تاريخ مصر الإسلامية للاستاذ : جمال الدين الشيال .
- السلوك لمعرفة دول الملوك لتقي الدين لمقريزي .
- الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي لمجموعة من المؤلفين.