أرَى المَجْدَ في قَصْرِ اليَمَامَةِ يَقْعُدُ* =وَمِنْ حَوْلِهِ عِزٌّ وَفَخْرٌ وَسُؤْدَد
يَطُوفُ النَّدَى في كُلِّ أرْضٍ وَمَا لَهُ* =كَآلِ سُعُودٍ مُسْتَرَاحٌ وَمَقْعَد
غَطَارِفَةٌ مَا يَقْطَعُ النَّاسُ دُونَهُمْ =لِحَاجَتِهِمْ أمْرَاً وَفِيهِمْ مُسَدَّدُ
جَحَاجِحَةٌ أبْنَاءُ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ =وَمَا تُنْكَرُ الأسْمَاءُ وَالفَرْعُ وَاليَدُ
نَمَتْهُمْ إلى بَيْتِ الكِرَامِ كَرَائِمٌ =وَيَحْمِلُهُمْ أصْلٌ كَرِيمٌ وَمَحْتِدُ
بَنُو حَسَبٍ وَاللهُ شَيَّدَ مُلْكَهُمْ =وَسَوَّدَهُمْ في النَّاسِ مُلْكٌ مُشَيَّدُ
أقَامُوا عَلى التَّوْحِيدِ وِحْدَةَ أرْضِهِمْ=وَسَاسُوا وَسَيْفُ العَدْلِ مِنْهُمْ مُسَوَّدُ
وَرَاضُوا عَلى الفِعْلِ الكَريمِ حُلُومَهُمْ =وَقَصْرُ النَّدَى فِيهِمْ مَشِيدٌ مُمَرَّدُ
وَبِالسَّيْفِ دَاوَوْا عِلَّةً في عَدُوِّهِمْ =وَأشْدَاقُهُمْ في الحَرْبِ تُرْغِي وَتُزْبِدُ
إذَا ذَكَرُوا عَبْدَالعَزِيزِ أبَاهُمُ =أبَا المَجْدِ يَا ذَاكَ الفَخَارُ المُوَسَّدُ
بَنَى دَوْلَةً مَا يُخْطِئُ الدَّهْرُ ذِكْرَهَا =وَتَحْتَ سَنَاهَا الغَمْرِ عُمْيٌ وَحُسَّدُ
وَلَيْسَتْ عَلى الأيَّامِ تَبْلَى وَمُلْكُهَا =عَلى العَدْلِ يُبْنَى ثُمَّ بِالدِّينِ يَخْلُدُ
وَقَامَ بَنُوهُ بِالَّذِي هُمْ رِجَالُهُ =إذَا سَيِّدٌ مِنْهُمْ ثَوَى قَامَ سَيِّدُ
مُلُوكٌ .. وَمَا إنْ يَعْرِفِ المُلْكُ مِثْلَهُمْ=وَتَاريخُهُمْ يُثْني عَلَيهِمْ وَيَحْمَدُ
وَقَامَ بِهَا سَلْمَانُ للهِ دَرُّهُ =وَمَا مِثْلَ سَلْمَانِ البُطُولَةِ أوْحَدُ
أبُو فَهْدِ يَا تِرْبَ المُرُوءَةِ وَالنَّدَى =وَأخْلاقِكَ اللَّاتي لَهَا تَتَقَلَّدُ
وَفي جَوْفِكَ القُرْآنُ يَهْدِيكَ نُورَهُ =وَهِمَّتُكَ السَّيْفُ الذِي لَيْسَ يُغْمَدُ
وَإنَّكَ في سِفْرِ المُلُوكِ مُخَلَّدٌ =وَإنَّكَ في لَيْلِ البُطُولَةِ فَرْقَدُ
وَإنَّكَ يَا ابْنَ الحَرْبِ لا تَسْتَشِيرُهَا=فَإنْ شِئْتَ تُطْفِيهَا وَإنْ شِئْتَ تُوْقِدُ
وَتُوْرِدُ بِالحَزْمِ الكَريهَةَ أهْلَهَا =وَأعْدَاؤنَا مِنْهَا الفَرَائِصُ تَرْعَدُ
فَتَرْجِعُ مِنْهَا ظَافِرَاً تَرْكَبُ الرَّدَى =وَأعْدَاؤكَ الأخْزَوْنَ مَنْ لَيْسَ يُفْقَدُ
رَدِيفُكَ في العَلْيَاءِ نَجْلٌ جَعَلتَهُ =وَزيرَكَ وَهْوَ المُنْتَضَى وَالمُهَنَّدُ
أمِيرٌ ..وَقَدْ زَانَ الإمَارَةَ ذِكْرُهُ =وَأفْعَالُهُ يَا أبْلَغَ النَّاسِ تَشْهَدُ
سَأَلْتُ العُلَا : مَنْ يَسْتَقِيدُ زِمَامَهَا =وَمُلْقِي مَرَاسِيهَا؟ أجَابَتْ: مُحَمَّدُ
وَإنَّ وَليَّ العَهْدِ نَفْسِي فِدَاؤُهُ =لَه في سَمَاءِ العِزِّ وَالمَجْدِ مَوْعِدُ
وَإِنَّكَ زَيْنٌ لِلِبلَادِ وَأهْلِهَا =وَمَا كُلُّ كُحْلٍ زَيَّنَ العَيْنَ إثْمِدُ
بَشُوشٌ إلى الأحْبَابِ تَمْشِي تَوَاضُعَاً =وَأنْتَ عَلى الأعْدَاءِ سَيْفٌ مُجَرَّدُ
وَكَمْ رُؤْيَةٍ تَسْعَى بِهَا نَحْوَ غَايَةٍ =تَرَى كَيْفَ يَبْدُو مِنْ وَرَاءِ المَدَى غَدُ
فَطِبْ سَكَنَاً يَا مَوْطِني وَمَكَانَةً =يَقُودُكَ أحْرَارٌ وَشَعْبٌ مُؤَيِّدُ
وَأنْتَ إمَامٌ لِلبَسِيطَةِ كُلِّهَا =إلَيْكَ جِبَاهُ النَّاسِ تَهْوِي وَتَسْجُدُ
وَإنَّا أُنَاسٌ مِثْلُنَا مِثْلُ غَيْرِنَا =إذَا كَان أرْضٌ مِثْلُ أرْضِكَ تُوْجَدُ
نُسَامِي بِكَ الدُّنْيَا وَتَمْدَحُنَا العُلَا =وَرَايَتُنَا في كُلِّ أرْضٍ تُرَدَّدُ
وَإنَّا لَكَالسُّمِّ الزُّعَافِ لِحَاقِدٍ =وَمِثْلُ القَذَى في عَيْنِ مَنْ بَاتَ يَحْسُدُ
بَنَيْنَا فَأعْلَيْنَا وَخَيْرُ الَّذِي انْبَنَى =شَبَابٌ بِألْحَانِ الوَلاءِ يُغَرِّدُ
وَنَحْمِي حُدُوداً بِالدِّمَاءِ عَلى الثَّرَى =وَإنَّا صُقُورُ الجَوِّ وَالطيرُ تَشْهَدُ
وَنَلْبَسُ ثَوْبَ الأمْنِ وَشْياً مُسَرْبَلاً=بِفَضْلِ إلهِ الكَوْنِ وَاللهَ نَحْمَدُ
فَيَا وَطَنَ العِزِّ الَّذِي كُلُّ أرْضِهِ =مِنَ التِّبْرِ أغْلَى أوْ مِنَ المِسْكِ أجْوَدُ
وَفِيكَ عَلَتْ تِلْكَ البَنِيَّةُ قِبْلَةً =وَفِيكَ ثَوَى خَيْرُ البَرِيَّة أحْمَدُ
بِهَذَا فَخَرْنَا كَوْكَبَ الأرْضِ كُلَّهُ =فَخَارَاً لَعَمْرِي مَا يَزُولُ وَيَنْفَدُ
فَيَا أوَّلَ الميزَانِ عُدْ إنَّ مَوْطِني =لَتُطْرِبُهُ ذِكْرَاكَ وَالعَوْدُ أحْمَدُ
تَعِزُّ شُهُورٌ كُلَّمَا عَزَّ يَوْمُهَا =وَإنَّكَ يَا سِبْتَمْبَرُ اليَوْمَ أمْجَدُ
إذَا كَانَ لِلإنْسَانِ عِيْدٌ بِمَوْلِدٍ =كَذَلِكَ لِلْأوْطَانِ عِيْدٌ وَمَوْلِدُ
وَإني سُعُوديٌّ وَحَسْبي كَرَامَةً =بِأَنَّ بِلَادِي لِلْكَرَامَةِ مَوْرِدُ
وَحُقَّ لمِثْلي أنْ يَقُولَ قَصِيدَةً =أرَدِّدُهَا وَالدَّهْرُ يَرْوِي وَيُنْشِدُ