
حليم أحمد
نهتم كثيرا باولادنا وشغلنا الشاغل هو تأمين مستقبلهم المادي ليحضوا بحياة رغيدة وقد امنا لهم كل سبل تلك الحياة وفي خضم انشغالنا بذلك التامين نسينا انفسنا عمل متوصل كد وجهد بدون راحة او حتى التفكير في ان نؤمن انفسنا في نهاية مطاف الحياة فجأة قد يتوقف قطار حياتك ويرغمك على النزول لانها اخر محطة لك وانت صفر اليدين وكل ما بنيته وجمعته ليس لك صار لمن امنت لهم مستقبلهم ،انت ايها الانسان بهذه الدنيا بمحطة عبور تدخل من باب وتخرج من الاخر وليس لك الا ما اسسته لخروجك من الباب الاخر .
اما ماعمرت به دنياك فليس لك الا نتعض بسوانا ممن رحلوا واندثر ذكرهم وتوزعت اموالهم ونسيهم حتى اولادهم فماذا جنوا طيلة حياتهم وهم يسعون لتامين المستقبل الوهمي والذي تكفل الله به قال تعالى: "*َمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا)وقال تعالى:*"وَكَأَيِّن مِن دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).
المستقبل الحقيقي هو بعد دخولك من الباب الاخر لتجني ثمار مازرعت بدنياك خيرا او شرا انت من أمنته لنفسك فلن يؤمن لك بعد رحيلك احد اغتنم حياتك قبل موتك ضمن حديث للرسول صلى الله عليه وسلم(اغتنم خمسا قبل خمس ومنها _حياتك قبل موتك) واترك اثرا يدر عليك حسنات وثواب وانت في قبرك امن مستقبلك الحقيقي وعلم اولادك كيف يفعلون ذلك ولاتنشغل بالدنيا الزائلة قال تعالى: ((...وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ )