إن الهوة في التنسيق بين كثير من الوزارات تتضح جلياً عند قيام إحداها بعمل لا يصب في المصلحة الوطنية العامة ولا يخدم وزارة أخرى , كتلك مثلا بين وزارة الشئون الإسلامية و الداخلية على سبيل المثال فقط , كما حصل إبان التسلل الحوثي على الأراضي السعودية , وحرص الداخلية على عدم جز \" الشيعة \" فيما يحدث على الأرض , بل و إيعاز وزارة الأعلام بعدم \" خصخصة \" الاعتداء في الوقت الذي نظمت وزارة الشئون الإسلامية عدة محاضرات عن الشيعة وخطرهم كتلك التي ألغيت في مسجد الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز بجازان .
المؤسف و المخجل جداً بل ومدعاة للسخرية و الضحك بقدر الألم ,أن بعض الوزارات عندما ترفع تقرير لحادثة ما , تنسى أن ترفع تقرير آخر يفيد انتهاء الأزمة كما يثبت أن هوة التنسيق ممتدة بينهم لسنوات طوال , كما الحاصل بين وزارة الزراعة و الصحة فيما أحاط منطقة جازان من عشر سنوات عندما عانت من حمى الوادي المتصدع , والتي بفضل الله والجهود الحكومية استطاعت القضاء عليه . ولكن تبعات تلك المرحلة مازالت ممتدة لليوم و الغد و بعد الغد في ضل عدم التنسيق ورفع التقارير , فما زال المواطن من جازان لا يستطيع التبرع بالدم خارج منطقته وفي مستشفيات متخصصة وحكومية بالدرجة الأولى . كون تقرير رفع البلاء لم يعمم كما عمم أنها منطقة \" مفيرسة \" إبان الأزمة , مما جعل موظف إحدى المستشفيات التخصصية يرفض طلب مواطن من منطقة جازان عندما أبدى رغبته في التبرع لمريض في حاجة لقطرة دم . هذا حدث اليوم بعد عشر سنوات من انتهاء الأزمة على افتراض أن فيروس حمى الوادي المتصدع السبب , أو ربما الملاريا , أو أسباب أخرى لا يعرفها إلا الراسخون على الكراسي.
حقيقة لا ألوم الموظف , ولا إدارة المستشفى , بل اللوم الحقيقي يقع على هوة التنسيق بين الوزارتين في هذا الشأن الجلل .. السؤال . ماذا يفعل المريض لو أن فصيلته غير موجودة أو غير متوفرة في ذلك المستشفى ؟!