خلال الأربع سنوات لقليلة الماضية خاضت كثير من البلاد العربية ثورات وتغييرات قلبت موازين دول عربية رأسا على عقب ، خاضوا صحوة من التحرر الوهمي ضد سياسة فساد عاشتها تلك الشعوب من قبل السلطة الحاكمة ، تحت تأثير وم الوصول للحرية ، فتغنوا بالحرية والديمقراطية ، وكأننا وصلنا الى القمة التي لا تستطيع أي قوة الاطاحة بها, وبعد قليل وجدنا أنفسنا في أزمة حقيقية تحشرنا جميعا في عنق زجاجة، فتشكل مأزقا تاريخيا لوجوديا، بتنا نرى أنفسنا فيه أسرى لفخ يبدو كأنه قدر لا فكاك منه.
وأصبح الاختباء داخل أصداف الهوية من جهة والاختلاف بيننا من جهةأ،أ و اللجوء للجهر بأننا ضحايا مؤامرات خارجية تتضافر لتعيق جهود النهضة المنشودة من جهة أخرى ، ومن هنا يجب أن نطرح سؤالا : هل فكرنا من قبل أن نخوض معركه الحرية والثورة أن نحرر عقولنا ؟ ؛ فنحن نعيش في مجتمعاتنا العربية معركة يجب أن نخوضها أولا قبل اي معركة ضد الأعداء وهي الأهم كى نتمتع بقيمة و معنى الحرية ليتحرر العقل قبل الجسد من احتلال الفكر واستعباد العقل تحت مظلة فكر معين يحتل عقول من بأيديهم أمور البلاد وأمور الشعوب سواء كان ليبرالى ، إسلامي، علماني ، سلفي سني أو شيعي متشدد او غيرها من اصناف واشكال الطيف المذهبي الديني أو الحزبي .
لا أقصد أي فكر معين ولا أقصد التحرر من العادات ولا التقاليد ولا من الاخلاق ، ما أرمي إليه أن يتحرر العقل من فكر معين دون المساس بالأخلاق والعادات العربية الاصيلة ، نرى الان على الساحة العربية عقولا تحت مظلة الاحتلال والاسر لفكر معين ، والتعصب ، والعناد ، والمكابرة من الجميع ، واستحواذ فكري على الجميع وهذا هو الخطر الذي ينتظرنا جميعا فى بلادنا العربية ، ومتى بقينا لانعترف بأخطائنا ، فمتى سنرشُد يا أمة العرب، وأخيرا كم أتمنى أن نتحرر من سجن العقل المبرمج بل والمغيَّب ، ونعمل على فكاكه من أسره نستطيع أن نعيش الحرية الحقيقية وليست الوهمية .