باتت حوادث السيارات تؤرق المجتمع السعودي , إذ فعلت بهم ما لا تفعله الحروب , احصائيات مخيفة تتزايد عاما بعد عام , براءة تزهق , وشباب يضيع , و بيوت تغلق , فهي حرب باردة أزهقت الأرواح وأهدرت الأموال .
أحمد شاب في مقتبل العمر لم يمضي على زواجه سنة كاملة , جاءه نداء الواجب فهرع منطلقا إلى مقر عمله , وفي طريقه كان يسير في مساره لم تتجاوز سرعته المائة كيلومتر في الساعة , وإذا بسيارة تتجاوز سيارة متجاوزة بسرعة جنونية لتطوي صفحة حياته بعد نقله إلى المستشفى بأربع وعشرين ساعة .
ينقل (الجاني) إلى المستشفى ثم يفرج عنه حتى مركز الشرطة لم يدخله للتوقيف فقد استجوب في المستشفى , المفاجأة أن ذلك الشاب قد تسبب في مصرع شابين قبل حادث أحمد بعامين ولم يمكث في توقيفه إلا اسبوعا لتأتي نجدة التأمين لتسقط الحق العام والخاص ويخرج .
هذه ليست رواية من نسج الخيال بل قصة حقيقية وقعت لقريبي أحمد رحمه الله , وما أحمد إلا مثالا على وقائع عديدة مشابهة لتلك الكارثة .
لقد تحولت السيارات من وسيلة نقل إلى أداة قتل , عندما أصبح العقاب الرادع محجوبا بالتأمين , مع قلة الوعي .
كان فيما مضى مع دفع الدية يقضي السائق فترة عقوبة في السجن يطلق عليها الحق العام , يصاحبها برامج اصلاحية وتوعوية , فكان لها أثرا ايجابيا في تغيير المسار للعابثين .
فليسقط التأمين الحق الخاص المالي وهو من حق المجني عليه أو وليه, وليبقى الحق العام يؤدَّب به العابثون وغير المبالين بأرواح العباد , وليحسب بحسب نسبة الخطأ , فليس من العدل أن تباد اسرة بسب متهور عابث , بنسبة خطأ 100% ثم يخرج وكأنه لم يحدث شيئاً ..