أيتها الارض أنتِ مثل صوفيا ، رطبة لينة ،
تنبتين الزرع الأخضر ، وصوفيا تنبت حياة .
صوفيا نصف قديسة ،
عندما يمتزج طينك بروح صوفيا كونى رطبة لينة ،
لا تبخلى عليها من أُنسك وهمسك .
عبثية هى الحياة ،
حملت صوفيا من بين بين ،
من حياة إلى شرنقة
لا تمتلك فيها سوى جسد يتعذب ،
وقلب يدق بحياة خافتة ؛
كضوء قنديل يتناقص زيته،
فصار يحرق فتلاته رويدا .
صوفيا حملت خطايا وذنوب جمالها إلى منفى الرب
بعيدا عن أعين الصياد ، صوفيا يا أنا .
يا أمل النساء ، يا طهر الارض
، ونبع الماء ، يتدفق من أعلى ،
من سمائك أنتِ وحدك
،من فيض روحك الصاعدة ؛
تبحث عن خلاصها من ذنوب البشر ،
من علات الجسد الذى يباغتك بشهوة .
أنتِ الان فوق الأرض لا تحتها ،
روحك تنادى البشر ؛
أن أطلقوا العنان للأرواح كى تتجلى ،
أن تبوح بسرها الأعلى ،
سر الجمال الأوحد ،
كينونة النفس التى خلقها الرب ولوثها البشر .
صوفيا امتلكت أدوات طهرها ،
هناك فى صحراء جرداء ،
فركت ما بين كفيها عرقا أنبت خضرا ،
أتاها الطير ليرتوى ، والحيوان .
ابتهالاتها اخترقت جدران الكون
نداءات ساقتنى اليك أيتها القديسة ،
وكيف تركتِ نصفك بشريا ليحدثنى.
أنا الغائب عن دنيا البراءة ، ونفسى تتوق
أنا الأسير لذاك الهوى والنفس عليلة
انا الباغى على روحى الثكلى وكيف الهروب
صوفيا ، أما زلت غريبا فى دارك ، فى روحك ، فى هواكِ
فليكن عشقى قربانا
وليكن تعبدى فى محرابك هجرانا للخطيئة
وليكن بوحى لك خادما مطيعا
كفانى من وجودك طلة بشرية