جازان الفلّ .. مشتـ\"ك\"ـى الكلّ !
جازان الفلّ .. مشتـ\"ك\"ـى الكلّ !
قدَرُ جازان، أن تكون آخر الوطنِ في كلّ شيء، إذ ليس يكفيها أن تكون ظهر الوطنِ حتى أولاها الزمنُ ظهرهُ أيضا.
تشمخ هنالك منذ 8000 عامٍ كما يحكي التاريخ والآثار. تتفرّس الوجوه، وترحّب بالمارّة. لم يكفها أن تكون \"حدودا\"، بين إفريقيا وآسيا، وبحرٍ وآخر. تصدّ هبوب \"الغبرة\"، وتعطيهم حدائق الوفرة. ولم يكفها أن تنتج أبرز وجوه الصحافةِ والكلمةِ والرسمةِ الحرفيّة الأنيقة، شيباً وشباباً، ذكراناً وإناثا، رهافةَ شعور، وومضةَ إبداع. ولم يكفها أن تكونَ مكاناً جيّداً للإنتاج الكائنيّ التراكميّ، الكثافةِ المحليّة لا المستوردة، قريباً من مليوني قاطنٍ بشريّ.
والبحر حكايةٌ أخرى في جازان. فيما هيَ قبلَ أصغر مساحةٍ تكاد أن تكونَ في المناطق، هي تعوّض ذاك بكونها الأكبر فقراً، عمراً، بعداً وشعراً، وما الشعر سِوى العناء يا جازان !
يمضغُ الوقت الكئيب أنينَ جازان، فتعانده بـ\"مضغٍ\" آخرَ، أيّ فئةٍ بشريّة تمارسُ مضغاً معتاداً، تعيش قهراً كذلك. جنوب آسيا الشرقيّ، وجنوبها الغربيُّ يشهدان. وما بين التنبولِ والقات، تمرّ بكَ الحياةُ ماضغةً كلّ الأعمار.
المسنّونَ هنا، احترفوا البسمة، ليس من أجل البسمة، وإنما لغسلِ عمرٍ طويل من حقبٍ حزينة متتالية. الشباب، قرّروا ممارسةَ الحياةِ شِعراً، لأنّكَ حين تذهب للشعرِ، غالباً ما تروحُ تبحث عن حياةٍ أخرى، تعوّض عناءَ الموجود، غَناء المفقود. الفتيات، احترفنَ الضحكَ الهامسَ وحده. في مدينةٍ قرّرتِ الصمتَ مطبقاً مُسبقاً، كبيرٌ من الأمرِ أن تضحكَ بقهقهةٍ، ما بالكَ إن كنت فتاة.
الأزقّة الخلفيّة من أيةِ مدينةٍ.. منسيّة، كيف إن تكنِِ مدينةً خلفيّةً من وطن، هكذا قدّر لهذه البلدة الطيّب أهلُها، هواؤها، بحرُها، وحتى صمتها. جزء من خيبة هذه المدينة، طيبةُ القاطنينِ في مسالكها، لا يطلبونَ مزيداً، ولا يشتكون نقصا.
وعلى ربى الجبال يقبع بائعو العسلِ بوفرة. المدن التي تبيع العسل .. لا تأكله !
في الحكايةِ عن جازان، لا نحكي عن واحدٍ وخمسين ألف أسرة، بلا سيّارةٍ تقيهم عناءَ الترجّل/الترحّل في مواجهةِ الحياة، نتحدّث عن طرقٍ وعرةٍ تفتك بالذين كانَ حظّهم أن يمتلكوا أشباه سيّارات، الذين كان قدرهم أن يموتوا في سيّاراتهم، على متنِ طرقٍ ملتويةٍ تحترف التغلغلَ في أحزانِ هذه المنطقة.
نحن لا نتحدّث عن قريبٍ من خمسِ وثمانين ألف عائلة بلا خطوط هاتفيّة، نتحدّث عن بقيّةٍ تمتلك خطوطا تعملُ، وتتصل، وتضرب أرقاماً وأخماساً وأسداساً ولكنّ هاتفَ المسؤول لا يجيب على رنين قلوبهم، ولا احتياجهم، ولا بُعدهم، ولا شيءٍ من أمرهم.
قدرُ جازانَ أيضا، أن يكتشفَ مجلس الشورى مؤخّراً، أثناء تداولات شوراه، أنّ في جازان وحدها قريباً من عشرة آلاف أسرة معدمة، تحتِ خطّ الفقرِ الذي لا نعلم مَن خطَّه: الزمان أمِ المكان، أم وطأتهما برفقة الإهمال.
قدرُ الأسر الباقياتِ التي لم تلحقها أقلام المحصين، ولا أعين الرائين، ولم تسمع بهم آذان الجمعيّات الخيريّة التي تحترف هبةَ أموالها وقناطيرها المقنطرة من الخبزِ والدفء صدقة منها إلى الله، لأحراش النيجر، وأدغال إفريقيا، وضواحي لبنان، وأقليات أوروبّا، وتنسى أنّ جازان وحدها، تلكَ التي يجمعها وإياهم حدّ الوطن، ولغة الحكي، وسلامة المعتقدِ، وشدّة الحاجةِ، وظلم ذوي القربى أشدّ مضاضةً، على القارئ من هذه الإحصاءات الناتجة بين فينةٍ وأخرى.
في المنتهى، جزء مما أهّلَ جازانَ لتكون كذلك، لغطُ أهلها على غير ما يفيدهم، وسكوتهم على ما يضرّهم، لو ملكت جازان من ينادي بها في أسواقِ النماء، لاستوت على سوقها، مدينة ناميةً لا نائمة، آملةً لا آلمة، راتعةً لا جائعة، مدينة للفلّ وللكلّ، ولأضحت بوّابة البحر الأحمرِ الأجمل، ولما احتاجت لمن يتعلّم الكتابة على صدرِ آلامها وآمالها العريضة.
عبدالرحمن الجوهري
johary67@gmail.com
24
6
5315
02-14-2010 02:48 صباحًا
فأنت من الكتاب المتميزين والمثقفين المدافعين عن حق المواطن
الذي نهبه مسؤول من داخل منطقته وللأسف الشديد
ولكن في ظل التطورات والحكومة الرشيدة فجازان لن تنسى أبدا
وإن نسها أهلها الذين هجروها فلن ينساها الجبل والوادي والفل والروائح الزكية
ولن ينساها الشعر والبحر والبحار والغواص
ستغير الزمن وتتغير الأحوال طال الزمن ام قصر
فلبني ما سيجعل أبناءنا يستلمونه
فالدول والمدن والحظارات لم تاتي فجاة ولم تبنى فجأة
هناك الذين سبقوا وضحوا بأموالهم وأرواحهم وأوقاتهم وأفكارهم
حتى تشيدت الحظارات والتاريخ مليء بذلك ،،،
ولكن عتبي لأهلي بجازان أنهم ينتظرون التغير من الخارج
فكيف لنا أن ننتظر التغير لينزل علينا كمطر من سماء لا نعرف اين هي
تحياتي لك أستاذ عبد الرحمن ولقلمك
<br>
ولم أشعر إلا حينها .. بحرارة دمعة أبي حسن وهو يتعذّر من حاله ويتصبر لابنته مريم وحينها فقط عرفت أين نحن من الخارطة .. خارطة ال ...... و حينها لم أستطع تخيل عدد الدمعات الحرى في جازان الخصيب .. ليس من بقية الآباء ولكن من القوارير المستكينات ..<br>
<br>
فقط حينها وفقط تذكرت معنى وضع الشفاه على الرأس لتقبيله بعد أن استهلكناه في الكثير الذي لا يسوى والقليل النادر , والآن أود تقبيل رأس الذي حوى عقلا .. واليد التي احتضنت قلماً .. يندر أن يوجد مثلهما في هذا الزمن ..<br>
<br>
فقط , واصل نثر المحابر ؛ حتى نضمن فقط أننا لازلنا نملك شيئاُ ما على الأقل<br>
.. عبر هذه الصحيفة .
ولكن هو المشرط الذي يجرح ليداوي اللآلام ..
شكر لصحيفة جازان ولك أيها المبدع ..
فجازان مشكى الكل والمصيبة انها تشتكى من بعض ابناءها
كما نوه الاخ علي خاصة بمقاطع الجوالات التافهه التي لا تمد لها بصله
وكم من قريه من قرى جازان مازالت من غير هواتف ثابته ولا شوارع مزفلته
وعن اوجه القصورفي جميع مسالك الحياه بالمنطقه التي تعرف بسلة غذاء المنطقه
وكما قال الكاتب وعلى ربى الجبال يقبع بائعو العسلِ بوفرة. المدن التي تبيع العسل .. لا تأكله .فجازان تتميز بالادب والشعر والشعراء والمثقفين ولكنهم لايمثلون ولايطلبون ولايعبرون عن واقع منطقتهم التي احتضنتهم فيسعون للتعبير والاصلاح ومد ايديهم الى ابناء منطقتهم ومساعدتهم.
بصراحه اكثر مقال معبر عن حال المنطقه وما تعانيه
شكرا لقلمك ودمت بخير
واستخدامك لأسلوب الجناس والطباق
والتضاد والترادف وسأعترف بأن هذا المقال
من أقوى المقالات هنا في جلد
الذات عندما تتوفر سبله كحال النقص الذي يحصل في جيزان
ولكنني أقول وارجوا ان تتفهم ذلك أنك قد وضعت
العربة قبل الحصان
ليس من الممكن أن يرفض ابن جازان التطور أو أن يلفظه
ألم تتذكر كلمات الملك عبد الله أثناء زيارته لجازان هنا هل نلوم الكاتب والمثقف بل
وحتى الفقير
أم نلوم القيادة الوسطى ؟ التي أسقطت يوماً صدام حسين وها هي اليوم تهيئ لك
فرصة لتستخدم كل امكانياتك اللغوية لـتظهر للقارئ
أننا بنجلاديش بنجلاديش بنجلاديش ولكن في السعودية
وهذه فرصة جيدة للمتشفين بنا ليضيفوا لقباً جديدا لابن جازان ...
أحي عبد الرحمن وأنا المعجب بك وبأخلاقك وفكرك الراقي
ولكن هذه المرة
أقول ما قاله الفقهاء
قد يفسد المرء من حيث يريد أن يصلح
نحن لسنا بنجلاديش يل نحن أبناء جازان قدرنا أن التنمية لم توجه بوصلتها لنا
بفعل فاعل وليس باختيارنا
كما تقول ولن نسكت أو يتم اسكاتنا
ولو أنت جاد في مقالك لوجدناه هناك في مقالك الأسبوعي عبر عكاظ
أما جلد الذات هنا فقد مللنا منه وتقبل وجهة نظري رغم غرابتها !!!!!
هل تتصور أن الكاتب لو حاول إرسال موضوع كما هذا إلى عكاظ ..
أنها ستقوم بنشره , أنا استبعد ذلك ..
فهو مقال قوي ومباشر ...
على أية حال نحن سعداء بنشره هنا في هذه الصحيفة السباقة / الشجاعة ..
سلمت إ. عبدالرحمن ..
أرفع قبعتي تقديرا لحرفك ياعبدالرحمن
فمقالاتك على لسان المواطن البسيط على عكس كتاب نعرفهم لايخطون الا عن فلان او لعلان مجاملة له وبغية للتقلب على بلاطه
ادعو الله ان يديم حالك
الي الله الشكوي واكبر مشكله في جازان هي قمع كلمه الحق ومن صحفيتها
اليد الثانية كانت ضحيّة أخ من جيزان \" شمط الكورة \" شمطاً فأرداها كسيرة ..
لم تكن ضحيّة طرق ملتوية حادث مروري أشياء غريبة تحدث في تلك المناطق الوعرة
لكن عظلات أقدام ذلك الفتى تدل على أنّه من المترمسين على السير في مثل تلك المناطق ..
اعتبروا ما بالأعلى هي ليس إلا مجرد مقدّمة لأقول لعبدالرحمن \" مقال جميل \" يستحق اللطش
هذا المقال عبارة عن قصيدة طويلة ، ومالشعر سوى العناء ياعبدالرحمن ، أنت في هذا المقال تنعت أطفال جارتنا الأرملة ، المسن الذي يقطن بجوار مسجدنا ، أستاذ مدرستي القديمة ، أنت تصف أوضاعنا كتماثيل على قارعة هذا الوطن ، فهل من مجيب؟
انت ابن جازان الاصيل واعرف انك غيور عليها كما يغار العاشق على معشوقته
لكن نحن متفائليل بالتغيير الى الافضل وخاصة بعد خطاب الملك عبدالله حفظه الله لأهالي جازان واعلانه عن مشاريع اقتصادية كبيرة للمنطقة
سأخبرك ياعبدالرحمن أن هذا المقال من اجمل ماقرأت عن جازان وعنوانه يكفي المتأمل
احسنت والله ايها الكاتب المبدع .
جميل ياجميل هذا الجمال
وللذين يدافعون وينافحون اقول لهم: الحقيقة مرة ياسادة والطريق الاسرع للاصلاح هو تقبّلها.وأن لانكون كالنعامة
وهذا نهج ملكنا المحبوب في كلامه الابوي الى ابنا المنطقة وايضا في توجهاته حين غرقت جدة بالسيول
شكرا أ.عبدالرحمن
مقال رائع
والله ابداااااع
مقال صادق وخارج من القلب
هذا مارأيته في سطور كاتبنا المبدع
الى الامام ياعبدالرحمن مع شكري لجازان نيوز
كنت اريد ان اقول لك قليلا من الامل ومن الوقت لتجد جازان في مقدمة المدن تطورا
كنت اريد أن اقول هذا.. لكن تذكرت أني قلت هذا قبل 10 سنوات تقريبا وعلجة التغيير كأنها صدئة والان كل ما أملك هو ان اصرخ اننا متأخرون متأخرون جدا ياجازان
شكرا لحرفك
هذا هو حالنا بدون اي عمليات تجميل
ولن يتغير الا حينما نتغير نحن
(قل لن يغير الله مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)
راقي ياعبدالرحمن
(وعلى ربى الجبال يقبع بائعو العسلِ بوفرة. المدن التي تبيع العسل .. لا تأكله !)
هذه العبارة تكفي لإيجاز تاريخ جازان
شكرا جازان نيوز على هذه الوليمة \"الدسمة\"
شكرا لصحيفتنا جازان ودائماً مع أني أعلق من كم مرة ولا ينزل تعليقي
شكرا للجميع