من غير الطبيعي ألا تأخذنا بعض الأحداث التي من حولنا، إلى فتح ملف لتدوين تلك الأحداث وأهم ما تتضمنه مؤثرات على حياتنا الإجتماعية والمعيشية وحتى السياسية منها، حتى ندرك ترجمة ما تتضمنه تلك الأحداث وكذلك من المتسبب في حدوثها، لتتضح لنا الأسباب والأهداف منها سواء السلبية او الإيجابية منها.
ذلك ما قام به أهالي منطقة جازان، حين علمهم بالقرار الذي أصدره سمو الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبد العزيز وزير الشئون البلدية والقروية، والذي يقضي بتكليف الأستاذ محمد بن حمود الشايع أميناً لمنطقة جازان خلفاً للمهندس عبد الله بن محمد القرني الذي تم تكليفه بالعمل مستشاراً بأمانة محافظة جدة.
في الحقيقة لم يكن لدى معظم أهالي جازان خلفية عن الأستاذ الشايع، ولكن ما وصل إليهم عبر صفحات مواقع التواصل الإجتماعي ووسائل التواصل الأخرى، من أهالي حفر الباطن عن الشايع بعد نقله من الحفر لجازان، خلق لديهم الإنطباع السيء عنه، خاصة وأنهم لازالوا في الحالة الحرجة بسبب الحزن الذي أصابهم منذ إسبوعين "تقريباً"، وذلك بعد ظهور اسماء بعض المواطنين التي حصلت على منح الأراضي في منطقتهم، والتي أوشكت على خلوها من أسماء أهالي المنطقة، ناهيك عن تعثر مشاريع الطرق والجسور، وغيرها من المشاريع التنموية، التي لا زالت تترقبها منطقة جازان.
يُقال بأن كل حزن يفتح باب للطمأنينة، وكي نفهم مثل هذه المقولة يجب علينا ان نعد بعشرات الأساليب والطرق التي تساهم في خلق الشعور لدينا بأهمية التفكير الواعي، الذي بموجبه نستشعر أهمية الضلوع في فهم كل مايدور من أحداث، ولكن يجب أن يكون ذلك ممزوجاً بشيء من العقلانية التي تعتمد على الإسلوب الأمثل في تلقي وقبول مثل هذا الحدث وغيره، وعدم التأثر بأراء الآخرين حتى نمتلك براهين وأدلة ثبوت ماقد يحصل في غير مصلحة الوطن والمواطن.
يبدو أن أهالي جازان قد شعروا بأن منطقتهم ستظل تعاني من تعثر المشاريع، وأن ذلك سيمتد لحين من الدهر، وشعور المستمر بأن جازان قد أنجبت الكثير من المهندسين المؤهلين لمثل هذا المنصب الهام، ورغبتهم في تجربة البعض منهم في مثل هذه المناصب ، حتى لا تكون منطقتهم هي المكان المخصص والخيار المقتوح لإستقبال أي موظف لسبب وآخر.
أهالي جازان لا يقفون بشكل مناوئ لفرض أرائهم أو رغباتهم من ذلك القرار، بل يسعون للمساهمة بشكل فعّال، والإندماج مع روح القرار، وخاصة ان مثل هذا القرار يتعلق بمصالح الوطن والمواطن، كي تتسع دائرة المستقبل الذي حتماً سيساهم في خلق الشعور الإيجابي لديهم، وفتح نافذة المستقبل المشرق لإزدهار الوطن ثم جازان، بشرط أن يكون البرهان القريب هو العمل من أجل الصالح العام ومراعاة حقوق المواطن.
1