كأن الصغار القادمين إلى المدارس أسراب من العصافير الخجولة تحلق في الفضاء ،مرة يطيرون باتجاه واحد ومرات يتمردون على هذا اﻻتجاه فينفر كل عصفور في ناحية والبراءة تكسوهم.
كأني بهم عصافير زينتها السماء مرة بهتان بارد ومرات بطبق صاف أزرق مﻷ عيونهم فرحا وبشرا.
كأتي بالصغار وهم قادمون نحو حجرات الدرس أسراب من الطير الملون تلون عقولهم خياﻻت الجمال وتزين قلوبهم ألوان من الفرح البريء.
بضعة أيام والصغار يحطون على مفارش العلم فيلونون المكان بألوان الطفولة والفرح، بضعة أيام ومحاضن الدروس تفتح كل أذرعتها ليتوسد الصغار مفارش الحب والود والحروف والعد والحساب.
فرحة كبرى من قلوب الصغار تنطلق مدوية في أفنية المدارس تردد معها الفصول أصوات الترحيب والتهليل.
يعود أبناؤنا إلى المدارس في جو السﻻم الذي يرفرف على أرجاء هذا الوطن .
يعود أبناؤنا على مساحات هذا الوطن أشبه بألوان من الطيور الملونة على مساحات خضراء ونحن من حولهم نرسم من الشفاه عبارات الحمد والشكر.
1
انظر لهذا الفارق الزمني الكبير واستغرب اني اتذكر مشاعري في أول يوم في الدراسة ..
اتذكر كيف كانت الرهبة تملأ أنفسنا ..
وكيف ينتهي الطابور الصباحي ..
وكيف نذهب للفصل برفقة رائد الصف ..
وكيف كنا نصرف في اول يوم ..
ونحن صغار كنا نتمنى ان تمضي الايام مسرعة لنكبر ..
واليوم اتمنى لو اعود ذلك الطفل لا تملأ مشاعري .. إلا البراءة و إلا الحب الفطري ..
رحم الله تلك الأيام ..
محبك على الدوام
أبوعمر
يحيى بحاري
برايتون .. بريطانيا