لإعلاميي مصر : "رفقاً بغزة"
وهل على المذبوح ان يقدم شهادته؟ فكيف تنطق شفاه وهما تذرفان دمعا ودماً؟ وكيف ينظر لقاتله وهو معصوب العينين؟ وما مصلحته في اقتراف ما لا يشرفه ولا يدر عليه مالاً ولا خبزا؟ وكيف تقوم غزة بقتل من مد إليها يداً؟ ثم كيف يستسهل الشقيق اتهام شقيقه وإدانته وإصدار الحكم عليه دون أن يعطيه فرصة للدفاع؟
غزة التي احترقت في نار لاهبة أشعلها إعلاميون وسياسيون مصريون خلال الأيام الخمسة الأخيرة على خلفية اختطاف الجنود المصريين السبعة مشفوع لها الرقص بالشارع فرحاً بعد انجلاء الهم وتكشف الحقائق وتبدد الظلمة وانسداد فوهة النار عن اهلها الطيبين.
حري بغزة أن تفتح فمها الآن وتقول أنها بريئة بملء السمع والبصر، والأجدى للزملاء الإعلاميين بوسائل الإعلام المصرية الخاصة أن يتغيروا قليلا، أن يتعبوا قليلاً بالتفكير، أن يمنحوا أنفسهم فرصة للتعقل والتدبر وعدم كيل الاتهامات جزافاً والزج بأهل غزة في كل إشكاليات بلدهم الرائع، والأفضل ان يتمهلوا انطلاقا من الدم الواحد والعرق الواحد والدين الواحد والعشيرة والأهل والامتداد الجغرافي الطبيعي لغزة الصغيرة مع ام العرب جميعا مصر الآمنة، ادام الله أمنها وسلامتها وعزها.
الغريب أن الهجمة الإعلامية الشرسة التي شنها بعض الزملاء الإعلاميين في قنوات مصر الخاصة مثل قنوات النهار والسي بي سي وأون تي في والفراعين ووو... لم تكن عاقلة ألبته، ولم تكن تنطق واقعاً بل كانت وفق الهوى والأجندة السياسية المضادة وجاءت جزافاً غير مدموغة لا بدليل ولا بهوية ولا مهنية ولا موضوعية ولا حياد، أي أنها منحازة ومفتقرة لكل مقومات العمل الإعلامي الصحيح وناقضت تماماً النص القرآني بقوله تعالى :" ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا، اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله عليم بما تعملون.." صدق الله العظيم.
غزة لم تكن مجبرة على تقديم دليل براءتها في كثير من أحداث مصر، وهي بريئة من ظلمة تضرب محافظات مصرية هذه الأيام كما يتهمها إعلاميون مصريون فإن ما تهربه غزة من وقود لا يكاد يساوي عشرا بالمائة من وقود مصر الشقيقة ولطالما نادت غزة بضرورة تضمينها في منظومة الربط الثماني التي تزودها مصر بالكهرباء فهل على مواطني القطاع البالغ عددهم مليون وسبعمائة ألف نسمة ما يعادل شارعا في القاهرة- أن يعيشوا بالظلام حتى يحن عليهم العرب الغارقين بالنفط، بالإضافة إلى30 ميجا واط تزودها مصر لخانيونس ورفح فإن غزة بحاجة ماسة لأشقائها العرب الساكتين على عتمتها لسبع أعوام وهم يرمون بها في حضن الاحتلال الإسرائيلي الذي شبع من ضربها ودكها هذا ليس تبريرا لعمليات تهريب الوقود عبر الأنفاق الحدودية التي تنتقص من سيادة مصر والمطالب بإغلاقها ولكنه معالجة حقيقية وتفسيرا لواقع مؤلم تعاني منه غزة وتعاني منه مصر والأفضل البدء بمرحلة الحل وليس وضع الخطط التي وضعت منذ زمن وينتظر لها الصافرة.
بالمقابل فإن على غزة أن تقدم خطابا إعلاميا راقيا بعيدا عن السباب والشتائم وألا يتلعثم الضحية فإن تلعثمه دليل إدانته الجاهزة والمقولبة في قوالب تحاك فورا على مقاس غزة.
كاتبة صحفية فلسطينية
1
2
0
760
05-22-2013 07:01 مساءً