خانـهــــــا الحبُّ فـفــاضت وجلا= ومـن الخـــــوف أقــــــامت جبلا
وجهـهــــــــا الكون بنوري عــامرٌ= فـغـدا الـكــــــونُ بـبـعــدي طللا
مـلأتْ أقداحهـــــــا ، والــروحُ قد= غـزلــتْ يأســــــاً وشـقَّـتْ أمـلا
من شراب الحسرة العظمى فما= شــــربتْ إلا شـــــــــراباً حنظلا
تحتسي الغيظ وتبكــي كلـمــــا= ذكرتْ كأســـاً سقاهــــــا عسلا
وأســــىً تشــكوه للدنيــــا وقد= كاد أن يقتـات منهــــــــــــا مُقلا
وعليهـــا من لباس الضيق مـــــا= مســخ الوقـــت عليهـــــــا مللا
تلفظ الأنفــــــاسَ حرّى ، ومضتْ= تُـطـعـم الأيـام منهـــــــــــا عِللا
مــا رمـاهــــــــــا الفقد إلا حَرَضَاً= أقـصـت الـعمـــــــرَ وأدنـتْ أجـلا
بين جنبيهـــــــــا فـــــؤادٌ ثـــائرٌ= كان طاووســـاً فأمســــى جَمَلا
تسبق الناس إلـــى أحقــــادهمْ= في طريق المكر تمشـــي عجلا
بين فكيْهــــا لســــــانٌ بــــائسٌ= جَحَدَ الصمتَ فأُعطــــــــي جدلا
أيها البدر علــــى رسلكَ ، مــــــا= ظـهــر البدرُ ســــــــــوى مكتملا
يا لهــــــا من طلعةٍ أحسبُهـــــــا= سـبـقــتْ ذئباً فـــــأنجـت حَمَــلا