الوحش بن الوحش الكبير
في هذه الأوقات , يمرّ السوريون بفترة صعبة وشاقة من أجل انتزاع حريتهم الوطنية والدينية من نظام بشار الطاغية ولا تزال تستعر وهي تدخل عامها الثالث . وقتها , كان الواحد منا يسأل نفسه : أما لهذه الحرب أن تضع حدّاً لقسوتها ؛ والإحتمال الأرجح أن لهذه الحرب خصوصية ولدت معها معاناة هذا الشعب الشريف العفيف ومعاناته إلى الآن أخذت صفة الديمومة.
لم أعد أطيق مشاهدة شاشات التلفزة منذ عشرين عاماً , عندما شاهدت طفلاً يسقط قتيلاً على بطن أمه القتيلة , تدوسه دبابات دكتاتور هبّ الشعب للتخلص من حكمه في بلادنا ( أحد بلدان أوروبا الشرقية ) . وبعد تلك العشرين سنة , وفيما كنت برفقة زوجتي نجول طرقات تلك العاصمة , سمعنا المواطنين يتحدثون عن حاجتهم للقمة خبز ؛ وكنت شارد الذهن وأنا أنظر إلى عمارات ذلك البلد وشهوة القتل لحاكمه الدكتاتور .
وهنا , أنبّه إلى ضرورة تأمين سوريا القادمة من مثل هذه المعضلات ,أغرق والده الوحش , الوحش الكبير , أغرق تراب بلده بدماء شعبه في مطلع ثمانينيات القرن الماضي . وها هو نجله يرث بشاعة أبيه فيلهب ما كان الزمن قد أطفأه , هول الرعب و المصير في سوريا يتساوى مع مرت به البوسنة , التي كان عدد ضحايا حربها أقلّ . وكيفما هو الحال , فإنهم يسعون لنيل الحرية بصبر وتضحية , ويصرون على مطلبهم العادل , فما علينا , ونحن نشاهد ثورتهم الباسلة تدخل عامها الثالث إلا أن نقوم بواجبنا تجاههم , وقد فاق عدد اللاجئين الملايين ,أن نعمل على تخفيف آلامهم : ألمٌ هجُر البيت , فقدان الزوج أو الزوجة والأكثر حزناً وألماً : فقدان طفل بريء .
1
* كاتب مقدوني ؛ ترجمة : عباس عواد موسى .
0
0
1179
03-23-2013 06:14 مساءً