أتعرفون ماهي طيور الزرب : نوعية من الطيور الجميلة الشكل صغيرة الحجم ترضى بالقليل القليل من حظها في العيش , وتعيش مسالمة ساكنة خائفة قلقة في كومة من الأشواك يطلق عليها بلهجتنا ( الزرب ) مشتق من الزريبة وهي مجموعة اشجار شائكة تحوط بها البيوت قديماً مع أن أقرنها من الطيور ( السامل - القنان - الهجف - الحمام ... الخ) تعيش في رفاهية وظهور أمام الأعين دون خوف أو خجل .
أتعرفون ؛ لا أدري لماذا أشعر في أحيان كثيرة أننا نشبه هذه الطيور في كثير من الخدمات ؛ نكتفي بالقليل القليل مع أن غيرنا يتمتع بالكثير الكثير أرجعني لهذا الكلام موقف حصل معي في المطار لطير من طيور الزرب ؛ ( جيزاني ) يطالب برحلة قادمة أي رحلة في أي وقت وزمان ومكان فيواجه بالأسطوانة المخدشة من الإعادة ( الرحلات لمطار جازان "فل" ) فلا يجرؤ على التنفس أو حتى النطق بكلمة واحدة بل يعود لقهوة "الجبل ليواجه مخاطر الطريق والموت المقنن رغبة منه في دخول الزرب بأمان وسلام , وفي نفس الوقت ؛ يأتي طائر آخر من الطيور المرفهة فوق الأسطح وعلى خزَّانات المياه فيجد أربع طائرات انتظار وواحدة درجة أولى وفي اليوم التالي عشرين مقعد سياحي فارغ والسبب الطيور تختلف .....
هذا مثال واحد من الأمثلة الكثيرة جداً على سلمية طيور الزرب وعلى رضاهم بالقليل القليل ,وعلى ضعف الخدمات المقدمة لهم أسوة بباقي الطيور في كثير من المجالات ؛ بالنسبة لي عشت في بيئة طيور الزرب وتربيت كطير زرب ومازلت كذلك ولا أستطيع أن أتصور في يوم من الأيام أن بني جنسي من طيور الزرب يستطيعون العلو إلي أعالي المباني فالسكن هناك صعب , والساكنون أصعب ؛ فهنيئاً لنا بزربنا وهنيئاً لباقي الطيور ما يتمتعون به من رخاء طيوري مهيب.
1
1
مادمت ترى أنك لن تستطيع التحليق عالياً فستبقى في عالمك السفلي ..
الوضع الذي وجدنا عليه أنفسنا لايحتم علينا البقاء فيه مدى الحياة ..
أنت تعلم أن من وصفتهم بطيور الزرب قد أجبرتهم الظروف التي تعرفها ونعرفها - أن يعيشوا تلك الحياة .. ولكنهم - ومذ وجدوا الباب قد فتح أمامهم - فقد بدؤوا بالتحليق عالياً .. عدا من أحب البقاء على حاله منتظراً معجزة تنقله إلى عالم جديد ..
1
ولكن نامن الطريق لاجيال بعدنا تعلو بهذا الطير حتى ترتفع نسبة ارصدته
فلا يوجد طير يعرف الطيران الا بمساعده في تعليم فن التحليق