اعتقد بان (التجديد المؤقت ) هو ابجدية تضم الى باقي الاشياء التي اعتدنا على تضمينها قائمة ( خصوصية ) المجتمع السعودي. والتجديد الذي اتحدث عنه الان لايتعلق بالفكر الذي يعتبر ارقى مافي الانسان وإنما اعني مانطئه بأقدامنا وفي الغالب بمركباتنا أي الطرقات التي تربط مدننا وبلداتنا وقرانا.
في الماضي كانت الشركات التي قامت بتأسيس البنى التحتية لمواصلاتنا هي في الغالب اجنبية وكان العديد منها شركات كورية , لقد اتسم عملهم بالجودة بكل ماتحمله هذه المفردة من دلاله ولو اخذنا منطقة جازان كأنموذج سنجد بأنه مازال عالق بالذاكرة الطريق الرئيسي الذي يربط مدينة جازان بصبيا وكذلك الطريق الذي يربط مدينة صامطة بمدينة جازان فقد تم تنفيذ هذين الخطين السريعين من قبل شركات سفلته كورية في بداية الثمانينات الميلادية ولقد بقت على بنيتها الاساسية وبمعدل تلفيات منخفض جدا لقرابة الخمسة عشر عام أي لمنتصف التسعينات الميلادية.
حاليا اصبحنا تحت مظلة ( مقاولات الباطن ) لينتقل العقد من مقاول كبير الى اصغر لينتهى امرنا بأيدي شركات محليه تتوطن المنطقة وغالبية عمالتها من الجنسية البنجلاديشية , ولقد رضينا بذلك وبهذه العمالة التي تتسم بمهنية متدنية في جودتها لكن مايؤلم هي آلية التنفيذ والتي تتكون من الطبقة الاساسية التي تغطى بطبقة ناعمة فقط , لاتستغرب اخي القارئ لأنهم سيخبرونك بأنها تدرج تحت بند ومسمى ( سفلتة مؤقته ) , والتي لايمر عام على اكثر تقدير حتى تبدأ هذه الطبقة الناعمة الرقيقة في سماكتها بالتحلل والتلف بفعل ضغط الشاحنات الكبيرة ليدرج من جديد مشروع اعادة سفلته الطريق الفلاني لننتظر نحن المواطنون البسطاء الى ان يعاد ادراج مشروع السفلته في الميزانية القادمة لتتلف اثناء ذلك اطارات مركباتنا ومنها ماسينفجر ليعجل بانقلاب المركبة وحصول الحوادث المرورية , هناك اشكالية اخرى لاتقل اهمية عن السفلته المؤقته التي ابتلينا بها وهي ذلك الربط بين القرى والبلدات بطرق تسمى ( خطوط زراعية ) وهي سفلته غير مستقيمة وبسعة عرض ضيقة جدا وتكثر فيها التعرجات والتكسرات والحفر الناتجه عن الاستخدام المتكرر. وهي بيئة نموذجية لتولدالحوادث التي تودي بحياة ابنائنا من خيرة شباب جازان.
ان السؤال الذي يلح على هو متى سنصل الى اليوم الذي لو نفذ فيه مشروع سفلته فانه سيبقى على الاقل لعامين قبل ان يتلف ليعجل بتلف اطارات سياراتنا وخلق الحوادث وبذلك الاهتزاز الذي لايفارق ادمغتنا اثناء القيادة ويعيشنا في توترعصبي مستمر؟ والسؤال الآخر هل تلك الشركات الاجنبية التي نفذت مشاريعنا سابقا كانت تمتلك ضميرا وذمة اكثرمن مقاولينا الآن؟
ما اعلمه جيدا ان الدولة حماها الله لاتتورع عن رصد ميزانيات ضخمة لضمان تعزيز البنى التحتية لجميع مدن وهجروقرى المملكة ولكن في اعتقادي ان المشكلة ليست مشكلة مال فالدولة لاتترددعن تقديم الدعم المادي و اللوجستي ضمانا لراحة ولرفاهية المواطن , وانما مشكلتنا تتلخص فيما اصبح يسمى ( الفساد الاداري والمالي) وانا ارغب ان اضيف اليه لفظة اخرى هي اننا اصبحنا نفتقد ( الأمانة) بكل دلالات هذه المفردة و تفرعات معانيها.
الآن يستلم المشروع فلان ، وسلمه لفلان ، وفلان سلمه لفلان وهات ياعماله الى التخلص من تكلفة المشروع الحقيقي الى اسوء ما يوصف من مواد سيئة وضعيفة ، خلال شهرين ستجد الطريق محتاج الى ترميم , ولا تنسى سينتهي ومن ثم سيصل تنفيذ العبارات وهكذا .
إذا لماذا السكوت عن الحقيقة والإعتراف بذنوبنا والعمل بأمانه ،
ياخوك انا سيارتي 2011 بقيمة تفوق المائتان الف وقسم بالله قد ربطها ثلاث مرات .
سافرت الى ان وصلت صلالة والله من خروجي المنفذ السعودي ، لم اجداً طريقاً تسب منفذه .
البلاء هناء وكفى
طرقنا باتت ملعب كبير للمقاول الصغير ............ وغدا سنلتقي على ضفاف الكوريين انا متأكد المقاول
الوطني ولد صغيرا وبقي صغيرا عالة على الوطن رغم ضخامة كرشة المرررررررررررن
وقد يكون هذا من الحلول الجذرية للمشكلة أو المرض العضال الذي أصاب الكثير من مشاريع الدولة الا وهو شركات الباطن والمقاولين قليلة الخبرة التي تخدم نفسها فقط ويصدق المثل( كأنك بابو زيد ما غزيت).
والله من وراء القصد...
اولا: حمدلله على سلامتكم .
ثانيا : ما اشرت اليه في مقالك واقع اصبح الجميع يؤمن بما سيحصل لطرقنا قبل البداية ..
استاذي لا اتوقع ان تعود الجودة الى ماكانت عليه قديما . ولا تسألني لماذا ؟ فالجواب واضح !
تحياتي لك وننتظر جديدك .