تعودنا على الإجازة الاسبوعية يومي الخميس والجمعة منذ أن عرفنا أنفسنا .
لكن هذه الراحة الاسبوعية تتعارض مع بعض الأمور منها على المستوى الخارجي مثل نظام البنوك العالمية والتحويلات المصرفية التي بسبب إجازتنا الاسبوعية نتوافق معها في ثلاثة أيام فقط من الاسبوع هي الاثنين والثلاثاء والأربعاء.
وهذا التعارض له مردود سلبي على حركة التصدير والاستيراد والتحويلات المالية من المملكة إلى الخارج ومن الخارج إلى المملكة .
اما تعارضها مع بعض الأمور الاجتماعية فربما لا يكون ظاهرا للعيان لكنني سأناقشها على مستوى الفرد ومن ثم على مستوى الأسرة .
على مستوى الفرد تعود الجميع أن يفرح بنهاية دوام يوم الأربعاء ليستمتع بيوم الخميس من أجل تجديد نشاطه .
لكن ساعات الصبح منه تذهب سدى في محاولة النوم صباح ذ لك اليوم لأن الساعة البيولوجية لدى الفرد تكون قد تأقلمت على الصحو مبكرا الأيام السابقة حتى الأطفال منهم .وهذا له مردود سلبي على ذهنية الفرد وتجديد نشاطه خصوصا وان اليوم التالي له أجازة ولكنه يوم عبادة قد يفقد الفرد صلاة الجمعة وهو نائم بسبب فقدانه للنوم بالأمس
وبما أن الفرد يكوّن الأسرة والأسرة تكوّن المجتمع فهنا يظهر التأثير الاجتماعي .
في الجانب الديني قد يرى بعض المعارضون لإجازة الجمعة والسبت أن يوم السبت هو يوم إجازة يهودية ويجب مخالفتهم
تأسيا بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم من هذه النقطة نقول لهم قيسوا على صوم يوم عاشورا وصيام يوم قبله أو بعده وهنا نكون بيوم الجمعة قد بدأنا إجازتنا بيومنا المقدس ويليه يوم للراحة والزيارة المتبادلة بين الأقارب والأرحام .
من وجهة نظر شخصية : ارى ان إجازة يومي الجمعة والسبت أفضل بكثير من يومي الخميس والجمعة فقد أفقدنا يوم الخميس فرحة يوم الجمعة فلم يعد الكثير من أطفالنا وشبابنا يدركون معنى أن يكون يوم الجمعة هو عيد الأسبوع .
فلماذا لا نقدّم عبادتنا على راحتنا ونجعل إجازتنا الأسبوعية تبدأ بيوم الجمعة
اما في زمننا هذا ومع الوظائف الحكومية فكان لابد من الراحة للناس بيومين فجرى العرف ان تكون الخميس والجمعة وهذا أفضل من بداية الجمعة بالاجازة والتي هي في الأصل لم تكن يوم اجازة في ديننا واذا اتبعاناها بالسبت زدنا الطين بله بالتشبه في ترك العمل في هذا اليوم
اما قياس الكاتب بيوم عاشوراه ففيه من الالتفاف على الدين الكثير فيوم عاشوراه هو يوم للصوم ولم يجعله الدين اجازة والا لكان رمضان كله اجازة وكون يوم بعده او قبله هو للإختلاف مع اليهود فكيف اذا كان اليوم الذي بعده هو السبت الذي هو يوم اجازة اصلا لليهود ونتقصده بالاجازة فالسبت هنا سيكون اقرب للشبهة وفي ترك الشبهات خير كثير
ولأن الناس اختلفت فطرة البعض منهم فأصبحوا يبيتون ليلة الجمعة في سهر سواء مع العائلة او الاصدقاء او غير ذلك فينامون صباح جمعتهم ولا يصلون الجمعة لذلك فضلوا اجازة الجمعة مع السبت الذي هو اجازة اليهود وان كان سهرهم هو عذرهم في تغيير الاجازة فهذا عذر اقبح من ذنب
اما اذا كان العذر هو عدم توافق البنوك والمصارف والتحويلات مع اجازة الخميس والجمعة فدولتنا والحمدلله لا تحتاج للدخول في المشتبهات لأن الله يبارك في رزق من ترك شئ من اجله وقد ضمن الله عز وجل لهذا البلد رزقه الكريم بدعوة ابراهيم عليه السلام والتي جاءت في قوله تعالى (رب اجعل هذا بلداً آمناً وارزق أهله من الثمرات)
وعلينا ألا نخوض في بعض الأفكار التي ليس لنا بها علم بل نرجع لرأي شيوخنا الراسخين في العلم فهم اقدر بمعونة الله لهم على تحليل مثل هذه الامور
وأسأل الله ان كان في كلامي شئ من الخطأ ان يغفر لي فهو من نفسي ومن الشيطان وان كان في كلامي شئ من الصح ان ينفع به